
عدوان متجدد على نابلس: الاحتلال ينفذ عملية عسكرية واسعة ويدّعي اعتقال المطارد عبد الكريم صنوبر
سراج جابر – شهدت مدينة نابلس خلال الساعات الأخيرة عدوانًا إسرائيليًا واسعًا، تخلله اقتحام عنيف لمنطقة “المخفية” غرب المدينة، رافقه اعتقال مواطنين بعد الاعتداء عليهم بالضرب، وتحطيم محتويات منزل سكني، في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة منذ سنوات.
وفي اتصال هاتفي أجراه برنامج طلة فجر على شاشة تلفزيون الفجر مع الزميل الصحفي حافظ أبو صبرة من نابلس، أفاد أن الاحتلال نفذ عملية عسكرية بدأت قبل فجر الأربعاء، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة منطقة “المخفية”، وفرضت حصارًا على أحد المنازل، قبل أن تقتحمه باستخدام جرافة عسكرية. وأسفر الاقتحام عن اعتقال ثلاثة مواطنين على الأقل، بينهم رجل مسن، وسط اعتداءات جسدية ودمار كبير في المنزل المستهدف.
وأكد أبو صبرة أن هذا الاقتحام يأتي في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر على المدينة، حيث سبقه انفجار قوي مساء الثلاثاء في منطقة رأس العين قرب البلدة القديمة، اهتزت له أرجاء المدينة، وأعقبه تحرك إسرائيلي مكثّف، زعمت خلاله مصادر عبرية الكشف عن هوية أحد أبرز المطاردين في نابلس، وهو الشاب عبد الكريم صنوبر، الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف تفجيرات محطة حافلات “بات يام” قبل نحو ستة أشهر.
وبحسب رواية الاحتلال، فإن صنوبر تم اعتقاله وهو مصاب، بعد مطاردة استمرت عدة أشهر، أعقبتها عمليات دهم واعتقال طالت معظم أفراد أسرته، في محاولة للضغط عليه لتسليم نفسه.
وأوضح أبو صبرة أن العملية العسكرية الإسرائيلية استمرت 19 ساعة، وشملت مناطق واسعة من مدينة نابلس، أبرزها شارع العشر، وشارع فطاير، ومنطقة المعاجين، إلى جانب فرض حصار على مستشفى رفيديا والمستشفى العربي التخصصي، واقتحام عدد من المباني السكنية وتفجير عبوات ناسفة.
ورغم إعلان جيش الاحتلال عن انتهاء العملية وبدء تخفيف الإجراءات العسكرية على الحواجز المحيطة، إلا أن المدينة لا تزال تعاني من تقييد للحركة، وسط استمرار عمليات الدهم، ووجود حواجز إسرائيلية مفاجئة تُعرف بـ”الطيارة”، تجعل من نابلس كأنها “سجن كبير”، وفق تعبير أبو صبرة.
وأشار إلى أن هذا التصعيد ليس جديدًا، بل هو جزء من سياسة حصار مستمرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، بما في ذلك الأسواق، والمراكز التجارية، ووسائل التعليم، كالمدارس والجامعات ورياض الأطفال، بالإضافة إلى المخيمات الثلاثة (بلاطة، عسكر القديم، وعسكر الجديد)، التي تعرضت جميعها لاقتحامات متكررة.
واختتم الصحفي حافظ أبو صبرة حديثه بالتأكيد على أن نابلس ليست وحدها، إذ تعاني مدن فلسطينية أخرى كطولكرم وجنين من تصعيد مماثل، مشددًا على ضرورة تسليط الضوء على تداعيات هذه الاعتداءات التي تطال المدنيين والبنية التحتية والحياة الاجتماعية والاقتصادية.