لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“ذهب فلسطين الشوكي”.. حلاوة الصبر من قلب فقوعة



14-8-2025 جنين تلفزيون الفجر – على سفوح التلال شرق جنين، حيث تتناثر الحقول المكسوّة بالنباتات الشوكية، يتراءى مشهد فاكهة الصبر وهي تتلألأ بلونها الذهبي تحت شمس تموز الحارّة. هنا في قرية فقوعة، التي ارتبط اسمها عبر الأجيال بهذه الفاكهة، يروي المزارع مؤيد عباس في لقاء هاتفي في برنامج “طلّة فجر” حكاية “ذهب فلسطين الشوكي” الذي يجمع بين جمال الأرض وصبر الإنسان.

موسم ينتظره الفلاحون

يبدأ موسم قطاف الصبر في فقوعة ما بين الخامس عشر والعشرين من شهر تموز، متأثرًا بحالة الطقس التي تحدد توقيت نضوج الثمار. ويؤكد عباس أن صبر فقوعة يتميز عن غيره بحجمه الكبير ومذاقه الفريد، وذلك بفضل طبيعة التربة والمناخ المحلي.

ويشير إلى أن الفلاحين كانوا في الماضي يزرعون الصبر كسياج لحماية أراضيهم، قبل أن يصبح محصولًا ذا قيمة اقتصادية واجتماعية، يزين موائد الصيف الفلسطيني. لكنّ الأمر تغيّر اليوم، إذ ظهرت حشرة الكرموزية التي تهاجم النبات بسرعة، ما اضطر المزارعين إلى زراعته في مزارع مخصصة، ومتابعته على مدار العام، بعد أن كان ينمو عشوائيًا في الجبال دون كلفة تذكر.

زراعة تحتاج إلى صبر

يوضح عباس أن شجرة الصبر تحتاج إلى عامين أو ثلاثة لتبدأ بالإنتاج، لكنّها كمشروع تجاري تحتاج إلى ثلاث سنوات كاملة قبل أن تصبح مجدية اقتصاديًا. ويصفها بأنها “نبتة متعبة” تحتاج إلى خبرة خاصة في التعامل معها، لما تحمله من أشواك دقيقة، فضلًا عن المخاطر المحيطة بالمزارع القريبة من جدار الفصل العنصري، حيث يتعرض الفلاحون لمضايقات قوات الاحتلال واعتداءات الخنازير البرية التي تتلف المحاصيل.
“تخيل أن تنتظر ثلاث سنوات ليؤتي الصبر ثماره، ثم تجد أن مزرعتك قد دُمّرت”، يقول عباس بأسى، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المزارعين فقدوا أراضيهم أو مُنعوا من الوصول إليها بسبب قربها من الجدار.

أثر اقتصادي واجتماعي

إلى جانب التحديات الطبيعية والسياسية، يواجه مزارعو فقوعة أعباء مالية متزايدة، إذ تتطلب زراعة الصبر عناية خاصة وكلفة مرتفعة، في وقت تؤثر فيه الإغلاقات والاجتياحات والتوسع العمراني على مساحات الأراضي الزراعية.

ويؤكد عباس أن لمواسم الصبر أثرًا قويًا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في القرية، إذ توفر فرص عمل لمزارعين وعمال وتجار، فضلًا عن ارتباطها بعادات وطقوس راسخة في المجتمع الفلسطيني، تشبه إلى حد بعيد موسم الزيتون.

ويختم قائلاً: “الأرض هي هوية الفلاح الفلسطيني وصموده وتراثه. حين نعتني بها تعطينا خيرًا وفيرًا، وموسم الصبر، رغم كل ما نواجهه، يظل موسمًا للحب والانتماء لهذه الأرض المباركة”.

تقرير: رماح عمر ورؤيا أبو ناصر

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة