“تجمع مشبوه وكاميرا مراقبة” .. ذرائع إسرائيلية لتبرير مجزرة مستشفى ناصر
تسعى إسرائيل لتبرير هجومها على مجمع ناصر الطبي في خانيونس، الذي أودى بحياة 20 فلسطينيًا بينهم صحافيون ومسعفون، بادعاءات عن “كاميرا مراقبة” و”تجمع مشبوه”. غير أن تناقضات الرواية، بينها الكشف المزعوم عبر “مواطن من نتيفوت”، زادت من التشكيك بمصداقيتها.
تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة بوسائل إعلامها، تبرير المجزرة التي ارتكبها جيشها بقصف مستشفى ناصر في خانيونس، والتي أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينيًا في حصيلة مرشحة للارتفاع، غالبيتهم من الصحافيين والمسعفين وأفراد فرق الإنقاذ، وذلك عبر ذرائع تزعم وجود “نشاط مشبوه” داخل المستشفى.
وبحسب ما أوردت القناة 12، قال مسؤولون أمنيون إن القصف استهدف شخصًا “كان يراقب تحركات الجيش بكاميرا مخفية في الطابق الرابع من المستشفى”، مدّعين أن “الكاميرا غُطيت بمنشفة ويشغّلها عنصر من حماس تابع القوات لعدة أيام”.
وأشارت القناة إلى أن “إسرائيل تهاجم مثل هذه الوسائل عند كشفها”، وأن الجيش “قرّر تدمير الكاميرا بعدما اعتبرها تهديدًا مباشرًا”، مع الإقرار بأن القصف “أدى إلى مقتل 20 شخصًا بينهم غير متورطين”، على حد تعبيرها.
واللافت أن القناة 12 نسبت “كشف الكاميرا” ليس لعمل استخباري من الجيش، بل لـ”مواطن إسرائيلي من نتيفوت” قالت إنه يدعى رفائيل حايون، الذي قالت إنه “يراقب” أنشطة حماس في قطاع غزة دون أن توضح آلية المراقبة، في ما يشكك بجدية المعلومات الأمنية التي بُني عليها قرار استهداف منشأة طبية مكتظة.
وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلي “راقب في الأيام الأخيرة حركة الكاميرا”، واعتبرها “تهديدًا مباشرًا للقوات”، قبل أن يُتخذ القرار بقصفها.
في المقابل، ذكرت “كان 11” أن التبرير الرسمي يتركّز على “شعور جنود وحدة غولاني بتهديد نتيجة تجمّع مشبوه”، وأشارت إلى أن “إطلاق النار باتجاه مستشفى يتطلب موافقات خاصة، تصل أحيانًا إلى قائد المنطقة العسكرية نفسه، وأحيانًا حتى إلى رئيس أركان الجيش”.
وأفادت بأن التحقيق الإسرائيلي “يركّز الآن على سلسلة الأوامر: من الذي صادق على القصف ولماذا سُمح باستهداف منشأة طبية مكتظة بالمرضى والطواقم والزوار؟”، فيما نقلت القناة عن مصادر مطلعة أن طاقم الدبابة نفذت المهمة الموكلة إليها.
وبينما يصرّ الجيش على ربط الغارة بادعاءات “نشاط معادٍ”، جاءت الحصيلة لتكشف مأساة واسعة: فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 20 فلسطينيًا، بينهم الصحفيون حسام المصري (رويترز وتلفزيون فلسطين)، محمد سلامة (الجزيرة)، مريم أبو دقة (إندبندنت عربية وAP)، معاذ أبو طه (NBC)، وأحمد أبو عزيز (مواقع تونسية ومغربية)، إلى جانب سائق الإطفاء عماد عبد الحكيم الشاعر وطالب الطب محمد الحبيبي.
وأفادت مصادر محلية بأن االمجزرة وقعت على مرحلتين: قصف أول استهدف صحافيًا يعمل من الطابق الأخير في مبنى الطوارئ المعروف بـ”الياسين”، تبعه قصف ثانٍ حين تجمع الصحفيون وفرق الإنقاذ، ما أدى إلى مضاعفة عدد الشهداء. وأظهرت مقاطع مصوّرة تصاعد أعمدة دخان كثيفة من المكان وسط حالة ذعر بين المرضى والطواقم.
ويُعد هذا الاستهداف الثاني للصحفيين خلال أقل من شهر، بعد قصف إسرائيلي سابق في العاشر من آب/ أغسطس أسفر عن مقتل ستة صحافيين، خمسة منهم من قناة الجزيرة. ما يعزز الشكوك حول ادعاءات الجيش، ويكشف أن الغارات على المنشآت الطبية والإعلامية تتكرر تحت ذرائع مختلفة.
المصدر: عرب 48