
رسالة حب ووفاء في يوم المعلم. إلى الأخ الدكتور رامي الحمدالله
رسالة حب ووفاء في يوم المعلم.
إلى الأخ الكبير، وأستاذي الفاضل، وعَلَمي ومعلمي الدكتور رامي الحمدالله.
في يوم المعلم، تتزاحم الأسماء في الذاكرة، لكن بعض الأسماء لا تمرّ ،، بل تقف.
وأنت، دكتور رامي، من أولئك الذين يقفون في الوجدان قبل أن يقفوا في السيرة.
أكتب إليك اليوم لا بصفة رسمية، ولا بلغة المجاملة، بل بلغة التلميذ الذي تعلّم من أستاذه أكثر مما كُتب في الكتب ، تعلّم المعنى قبل المنهج، والاتزان قبل الموقع، والمسؤولية قبل المنصب.
عرفناك أستاذًا فكنت المعلم الهادئ العميق،
وعرفناك إدارياً فكنت الأكاديمي الذي لا يساوم على قيمة الجامعة،
وعرفناك رجل دولة فبقيت المعلم ذاته، لم تغيّرك السلطة، ولم تُغريك الأضواء.
كنتَ -وما زلت – نموذجًا نادرًا:
معلماً حين يكون التعليم عبئًا،
وقائدًا بلا ضجيج،
وفلسطينياً يرى في المعرفة شكلًا من أشكال المقاومة الراقية.
في يوم المعلم، لا أستحضر محاضرة بعينها، بل أستحضر سلوكًا.
سلوك الأستاذ الذي يعلّم بالفعل لا بالخطابة،
والذي يجعل من الانضباط قيمة، ومن الاحترام أسلوب حياة،
ومن الوطن مسؤولية يومية لا شعارًا عابرًا.
لك في قلوب طلابك وتلامذتك مكانة لا تصنعها المناصب ولا تُلغيها السنوات.
أثّرتَ لأنك كنت صادقًا،
وبقيت لأنك لم تتخلَّ عن جوهرك كمعلم، مهما تبدّلت الأدوار .
في هذا اليوم، أقولها بامتنان لا يحتاج إلى تزيين:
شكرًا لأنك كنت – وما زلت – قدوة.
وشكرًا لأنك أثبتَّ أن المعلم الحقيقي لا يتقاعد عن دوره،
وأن الأثر الصادق أطول عمرًا من أي موقع.
كل المحبة والوفاء،
وكل عام وأنت معلمٌ في الوعي قبل أن تكون في الذاكرة.
ياسر أبوبكر.







