
بسبب هجمات إيران.. هروب جماعي من إسرائيل بحرا بعد غلق المطارات
في حين تتصاعد الهجمات الإيرانية على إسرائيل، يلوذ الكثير من الإسرائيليين والأجانب بالفرار، هربا من صواريخ طهران التي تأتي ردًّا على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية قبل أيام عدة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن ظاهرة متسارعة لهروب مواطنين إسرائيليين وأجانب متواجدين في إسرائيل عبر البحر إلى قبرص، مستخدمين يخوت خاصة تنطلق من مراسي عدد من المدن الساحلية بعيدا عن أي رقابة رسمية، وبأسعار مرتفعة تصل إلى آلاف الدولارات.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، اصطف الكثير من الإسرائيليين والأجانب في موانئ اليخوت، حاملين حقائبهم، استعدادا للهروب بسبب التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وإيران، حيث تبدأ رحلتهم إلى مدينة لارنكا ومنها إلى وجهات أخرى حول العالم.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن مئات الإسرائيليين انضموا إلى مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تنسق هذه الرحلات البحرية في سرية تامة، وأن معظمهم يرفض الكشف عن اسمه، مؤكدين أنهم «يغادرون مكرهين»، بينما يعترف عدد قليل منهم بأنهم يفرون من الهجمات الإيرانية.
وأكدت صحيفة هآرتس أن البحرية في هرتسيليا تحولت إلى ما يشبه «محطة مغادرة مصغَّرة»، ونقلت عن مراسليها أنهم شاهدوا ما لا يقل عن 100 شخص يستعدون للمغادرة خلال أحد الصباحات، في وقت لم تتمكن فيه السلطات من تقدير حجم الظاهرة المتفاقمة.
ونوهت الصحيفة بأن بعض الفارين يقيمون خارج إسرائيل، وجاؤوا في زيارة وانتهى بهم الأمر عالقين، بينما البعض الآخر يلتحق بأسرته في الخارج.
منع الإسرائيليين من السفر
هذه التحركات جاءت بعد قرار وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، بمنع الإسرائيليين من مغادرة البلاد، باستثناء الأجانب والسياح.
وقد أثار هذا القرار جدلًا واسعًا في إسرائيل.
ويُنظر إلى مشهد الهروب الجماعي بحرًا كدليل على تزايد مخاوف الإسرائيليين من توسع نطاق الحرب، وسط تراجع الثقة في قدرة الحكومة على حماية الجبهة الداخلية.
تفاصيل رحلات الهروب الجماعية
رحلة الهروب من إسرائيل إلى قبرص تستغرق في العادة ما بين 8 إلى 25 ساعة، ويتوقف ذلك على نوع اليخت وسرعته.
أما عن كلفة الرحلة، فتبدأ من 2500 شيكل وقد تصل إلى 6000 شيكل.
ورفض بعض القباطنة المشاركة في هذه العمليات بالرغم من العروض المالية المغرية، معتبرين أن المخاطرة لا تستحق العناء، فيما أكدت صحيفة هآرتس أن عددًا من الرحلات يتم دون تأمين قانوني أو رخصة لنقل ركاب.
مجال جوي مغلق
وتأتي رحلات الهروب الجماعي بحرًا في وقت تواصل فيه إسرائيل إغلاق مجالها الجوي، حيث توقفت المطارات الإسرائيلية، وفي مقدمتها مطار بن غوريون عن العمل.
وفي يوم الجمعة الماضي، أظهرت بيانات موقع «فلايت رادار 24» لتتبع حركة الملاحة الجوية أن شركات الطيران ابتعدت عن المجال الجوي فوق إسرائيل، إذ سارعت شركات الطيران إلى تحويل وإلغاء رحلاتها حفاظًا على سلامة الركاب وأفراد الطواقم الجوية.
دول تجلي رعاياها من إسرائيل
في حين عمدت بعض الدول إلى إجلاء رعاياها من إسرائيل خوفا عليهم من صواريخ إيران.
واليوم اليوم الثلاثاء أعلنت السلطات أن رحلتين جويتين تقلان أشخاصا تم إجلاؤهم من إسرائيل وصلتا إلى سلوفاكيا وجمهورية التشيك في ظل الحرب بين إيران وإسرائيل.
وأعلنت بولندا، اليوم الثلاثاء، أن إجلاء رعاياها من إسرائيل سيجري غدا الأربعاء وبعد غد الخميس.
وذكرت السلطات السلوفاكية أن أول رحلة إجلاء وعلى متنها 73 شخصا، بينهم 25 سائحا سلوفاكيا و5 أفراد من عائلات دبلوماسيين سلوفاكيين يعملون في تل أبيب، وصلت إلى العاصمة براتيسلافا في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين.
وقال وزير الخارجية السلوفاكي، يوراي بلانار، إن بلاده قدمت المساعدة أيضا في نقل مواطنين من دول أخرى إلى أوروبا، بينهم 15 بولنديا و14 تشيكيا و9 نمساويين وسلوفينيان ومواطن واحد من كل من إستونيا وإسبانيا وماليزيا.
وأضاف بلانار: «شركاؤنا يتواصلون معنا ونحن نستعد لتسيير رحلة أخرى اليوم، والتي من المفترض أن تشمل رعايا سلوفاك، بالإضافة إلى مواطنين من جمهورية التشيك والنمسا والمجر ولاتفيا وفرنسا».
وأكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن سلوفاكيا ساعدت في إجلاء 7 مجريين.
من جانب آخر، قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوخوفا إن طائرة تقل 66 شخصا جرى إجلاؤهم من إسرائيل هبطت بالقرب من العاصمة.
وأكدت بولندا، أمس الاثنين، أنها تنظم إجلاء نحو 200 من رعاياها في إسرائيل عبر الأردن.
وأعلنت بولندا، أمس الإثنين، أنها تنظم عملية إجلاء لنحو 200 من مواطنيها من إسرائيل عبر الأردن.
وقالت وزارة الخارجية البولندية، اليوم الثلاثاء، إنها تعتزم استخدام طائرتين من مصر والأردن للإجلاء على أن تقلع الأولى غدا الأربعاء.
وأوضحت نائبة وزير الخارجية أن «الطائرة القادمة من شرم الشيخ ستقلع أولا ثم تتبعها الطائرة القادمة من عمان، صباح الخميس على الأرجح».
المصدر: الغد ورويترز