
الغارديان: رئيس أركان بريطاني حاول التدخل في محاكمة ناشطي “فلسطين أكشن”
تتصاعد الانتقادات والجدل في بريطانيا حول تدخلات محتملة من قبل شخصيات بارزة في قضايا تتعلق بحركة “بالستاين أكشن”، التي تعتبر من أبرز الحركات الداعمة للفلسطينيين، والتي حظرت نشاطاتها هذا العام. وكشفت صحيفة “الغارديان” عن محاولة لورد ريتشارد دانات، رئيس هيئة الأركان السابق للجيش البريطاني والمستشار لشركة تيلداين، الحصول على معلومات حول التحقيق في هجوم نفذه ناشطون من الحركة على مصنع في ويلز عام 2022.
وبحسب التقرير، قام دانات، الذي يعمل كمستشار للشركة الأمريكية التي تبيع تكنولوجيا عسكرية، بإرسال رسائل سرية إلى وزراء في وزارة الداخلية يطالب فيها بمعالجة “التهديد” الذي تمثله الحركة، بعد أن استهدفت المصنع في هجوم عنيف. وأشارت التحقيقات إلى أن نشاطات الحركة تسببت بأضرار مادية للمصنع، الذي تديره شركة تيلداين، التي تبيع تكنولوجيا عسكرية لدول متعددة، بما فيها إسرائيل.
وفي سياق التحقيق، أُبلغت الشرطة أن تدخل عضو مجلس اللوردات في قضية جنائية قد يكون غير مناسب، إلا أن دانات نفى علمه بالمراسلات المرتبطة بالمحاكمة، مؤكدًا أن مزاعم التدخل لا أساس لها من الصحة. ومع ذلك، فإن أفعاله كشخص مستشار للشركة تثير تساؤلات حول مدى تأثير الشخصيات السياسية على السياسات الأمنية والتكنولوجية، خاصة في قضايا تتعلق بالنشاط الفلسطيني.
وفي يوليو، حظرت الحكومة البريطانية حركة “بالستاين أكشن” واعتبرتها “جماعة إرهابية”، وهو قرار اعتبره داعمو الحركة تعسفياً، خاصة وأنها حركة سلمية. وفي عام 2021، أدين أربعة ناشطين من الحركة بتهمة اقتحام مصنع في بيرستين، حيث قاموا بتخريب معدات وتدمير ممتلكات، احتجاجًا على بيع التكنولوجيا العسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووجهت لهم تهم بتدمير الممتلكات ورش الطلاء وإطلاق قنابل دخانية، وحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين 23 و27 شهراً.
وكشفت محاضر محاكمتهم عن مزاعم بأن دانات حاول التدخل في التحقيقات، حيث أرسل ضابط شرطة رسالة إلى رؤساءه تفيد بأن مسؤولاً تنفيذياً كبيراً في شركة تيلداين تحدث مع دانات بشأن الحركة، وأن الأخير أبدى اهتمامه بالقضية، رغم أن الشرطة نصحته بعدم التدخل في التحقيقات الجارية. وفي مايو 2023، خلال محاكمة أحد المتهمين، أقر محامي الدفاع بوجود مخاوف من سعي دانات لإبداء رأيه في القضية، إلا أن المحكمة أكدت أن لا دليل على محاولة تأثيره على التحقيق.
وفي ديسمبر 2022، أبلغت الشرطة أن دانات تواصل مع الشرطة بشأن القضية، وأنه من غير الحكمة أن يتدخل عضو مجلس اللوردات في قضية جنائية، إلا أن المحكمة أصدرت قرارًا بعدم وجود أدلة على محاولة تأثيره المباشرة، وأكدت أن التحقيقات أظهرت أن دانات لم يحاول التدخل بشكل غير لائق، وأنه لم يكن على علم بالمراسلات المرتبطة بالمحاكمة.