لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

القصة الكاملة للمغدورة رندة المحاريق شهيدة الظلم والعنف والاستبداد



تلفزيون الفجر الجديد –  في الوقت الذي يجب ان تكون المغدورة رندة المحاريق تحتفل بصيام اول شهر رمضان المبارك بين اسرتها وأهلها كانت للأسف تقضي أول أيامها في مقابر الظلم نتيجة تعرضها لضرب مبرح من قبل والدها وشقيقها الذي ادى الى وفاتها.

المغدورة رندة المحاريق حُوِلَت من قبل دائرة المرأة والطفل في محافظة الخليل الى جمعية مركز امان للإرشاد والتطوير والصحة المجتمعية لمتابعتها وعلاجها من قبل طاقم المركز من خلال اعطائها الجلسات العلاجية والدعم النفسي.

وقد صرحت المغدورة في حديث مطول ومفصل لها مع مديرة المركز التي اشرفت على دعمها وعلاجها النفسي عن حياتها السيئة التي تعيشها مع اهلها خاصة بعد انفصالها عن زوجها الذي يكبرها بأكثر من خمسون عاما وكان يقوم بالاعتداء عليها بالضرب والتنكيل بها، مما اضطرها الى تقديم شكوى للشرطة الاسرائيلية ضده، وبعد أن سجن قام بطردها من منزلها وتطليقها واعادتها لمنزل والدها ومنذ أن عادت وهي تتعرض وبشكل دائم للعنف والاعتداء من قبل اسرتها وخاصة الضرب المُبرِح من قبل الأب والاخ، بالإضافة الى اشكال مختلفة من العنف من قبل افراد الاسرة الاخرين.

وقد تعرضت المغدورة عدة مرات للطرد من البيت والنوم في الشوارع والجبال مع الحيوانات الضالة في الوقت الذي رفضت العائلة والاقارب ايواءها واحتواءها وكانوا ينظرون اليها بنظرة دونية نتيجة اصابتها بصرع بسيط جدا تأتي نوباته بين الحين والاخر خاصة عندما تتعرض للعنف. كانت تنام في مخزن غير مرمم لا يعيش فيه الا الفئران والحشرات. كانت تسمع الاف الكلمات الجارحة التي تهز اعماق قلبها وتؤثر سلبا على نفسيتها. كانت محرومة من الحديث مع والدتها ومن دخول بيت والدها. كانت كالغرباء، كأن لا أب ولا أخ ولا أخت ولا أم لها …جميعهم اعداؤها وغير متقبلين لها..

كانت في أغلب الاوقات تأتي الى جمعية مركز امان لأنها كانت تشعر بالأمان في غير اوقات ومواعيد جلساتها. وفي كل مرة تأتي بها الى الجمعية تكون معنفة ومعتدى عليها من قبل والدها واثار الضرب على رأسها ووجهها .مما اضطرنا الى استقبالها في بيوتنا عدة مرات لحمايتها وكذلك حتى تستمر في المشاركة في كثير من النشاطات التي تدعم المرأة في الجمعية. ومع ذلك كله فإن اسرتها لم تحاول أن تسأل عنها او تعرف مكان وجودها ولو للحظة بالرغم من انها كانت تغيب عن البيت اكثر من خمسة ايام.

جاءت المغدورة اخر مرة الى مقر جمعية مركز امان يوم الثلاثاء الموافق 17/7/2012 وكانت اثار الضرب  والتعذيب والانتفاخ على وجهها. وصرحت بأنها تريد ان تتخلص من اهلها وان تبتعد عنهم نتيجة ما يقومون به من اعتداءات متعددة ضدها خاصة انها تعرضت لصدمات نفسية متكررة من قبل اسرتها لمعاملتهم السيئة لها والاعتداءات المتكررة والحرمان من الطعام والماء والكهرباء وحتى الاختلاط بأفراد عائلتها.  وقالت بانها سوف تبيع المصاغ الذهبي الذي بحوزتها والمبلغ البسيط لكي تستأجر بيت لها او تشترى قطعة ارض صغيرة لتبني عليها بيت صغير لإيوائها وابتعادها عن اهلها. وان اهلها يطمعون بالمصاغ ويريدون اخذه منها بالقوة ويمارسون عليها كافة اشكال العنف حتى تعترف لهم اين تخبئ المصاغ

وفي يوم الخميس قبل شهر رمضان بيوم،  قمنا بالاتصال بها للاطمئنان عليها ودعوتها لوليمة الغذاء ولكنها لم تجيب على هانفها ولم تأتِ. وصادف يوم الجمعة اول ايام شهر رمضان المبارك. ولا نزال نعرف لماذا المغدورة رندة لا تجيب على هاتفها او تعود بالاتصال علينا.. ومر يوم السبت وكذلك الاحد ولا اخبار عن رندة رغم محاولتنا الاتصال بها ولكن هاتفها مغلق..

في صبيحة يوم الاثنين (اليوم الرابع من رمضان) رّنَ هاتف الجمعية من احدى المتطوعات في الجمعية والتي تعيش في منطقة السموع وقالت " انني سمعت  بفتاة من البلد ( بلدة السموع) تدعى رندة المحاريق قد ماتت كما يقول اهل البلد،  وان اهلها قتلوها" وحاولت الدكتورة مريم مديرة مركز امان بالسؤال والاتصال بحماية الاسرة للتأكد من الخبر، فتبين ان الخبر صحيحا.  

واضافت الدكتورة مريم ابو تركي بأن المغدورة رندة المحاريق لم تمت من فراغ، ماتت من جراء العنف والتعذيب الذي وقع ومورس عليها من قبل والدها وشقيقها واسرتها حتى وهي حيّة. رحم الله المغدورة لأنها بالفعل شهيدة.

واوصت الدكتورة مريم ابو تركي بتحرك شعبي ووطني يضم المؤسسات الحكومية والاهلية ضد هذه الجرائم البشعة بحق النساء المعنفات التي ازدادت في الفترة الاخيرة  لأن السكوت عن هذه الجرائم هي جريمة بحد ذاتها. واوصت بإنشاء بيت امن لحماية المرأة في محافظة الخليل لأن كثير من النساء يعانين مثلما عانت المغدورة.

تحميل كافة المؤسسات المسؤولية لإهمالهم مثل هذه القضايا وخاصة ما تتعرض له النساء الفلسطينيات من عنف وتعذيب وقد طالبنا عدة مرات بمركز أمن لحمايتهم ولكن لا اذن صاغية لهذه المطالب.

ايقاع اشد العقوبة بحق من يرتكب مثل هذه الجرائم الوحشية بحق النساء الفلسطينيات من خلال ممارسة القضاء العادل الذي يتعامل بنزاهة في اخذ الحق.

تفعيل دور السلطة القضائية والتنفيذية من خلال اخذ الاجراءات القانونية بحق كل معتدي.

الكف عن المصطلحات النمطية السائدة وتبرير القتل واشكال العنف حول ما يسمى بالقتل على خلفية الشرف والاستهتار بقيمة الانسان. 

الرابط المختصر: