غرفة العمليات الحكومية تحذّر: احتلال مدينة غزة يضاعف الكارثة الإنسانية ويهدد حياة أكثر من 850 ألف مواطن
حذرت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، ممثلة بوزيرة التنمية الاجتماعية ووزيرة الدولة لشؤون الإغاثة بالإنابة سماح حمد، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والدواء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الوفيات بسبب انتشار المجاعة وسوء التغذية، مؤكدة أن الحصار وخطط احتلال مدينة غزة سيؤدي إلى مضاعفة الكارثة الانسانية ويهدد حياة 850 ألف مواطن.
وجددت حمد مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان المتواصل، الذي خلّف حتى الآن أكثر من 62,000 شهيدًا وأكثر من 158,000 إصابة، وتمكين المؤسسات الدولية والإنسانية من العمل لإنقاذ أرواح عشرات آلاف المجوعين ووقف تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار المفروض على القطاع. وقالت: “نأمل أن يتوقف العدوان بشكل عاجل وفوري، وأن يتم فتح ممرات آمنة وضخ كميات كبيرة من المواد الإغاثية والدواء، بما يتناسب مع الحاجة الملحة والكبيرة لأهلنا في غزة”.
جاء ذلك خلال اجتماع غرفة العمليات الحكومية، اليوم الأربعاء، والذي شهد لقاءات مع مجموعة العمل النقدي (Cash Working Group)، والوكالة البلجيكية للتنمية (Enabel)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وتحدثت حمد عن أعمال غرفة العمليات وتدخلاتها الميدانية ضمن خطة التعافي المبكر وصولًا إلى إعادة الإعمار، ودورها في التنسيق بين القطاع الحكومي، المجتمع المدني، القطاع الخاص، والمؤسسات الأممية.
من جانبها، أوضحت منسقة مجموعة العمل النقدي لمى مُرة بأن سوق غزة تشهد أوضاعًا صعبة جدًا، حيث الأسعار مضاعفة بشكل كبير جدًا، ومن المستحيل أن تتمكن كثير من الأسر من شراء السلع الأساسية حتى الآن. وأشارت إلى أن المساعدات التي يسمح الاحتلال بمرورها محدودة كميةً ونوعاً، والحاجة ملحة لإدخال مساعدات إنسانية وتجارية بكميات كبيرة لتوفير المواد الغذائية وغير الغذائية الاساسية ولضبط الأسعار وتحقيق الاستقرار الغذائي. وبيّنت أن الدعم النقدي الموجه للأسر وصل خلال 2023 إلى 64,579 أسرة، وارتفع في 2024 إلى 238,019 أسرة، فيما بلغ حتى الآن في 2025 نحو 221,817 أسرة، ليصل إجمالي المستفيدين من تدخلات المجموعة خلال 2023–2025 إلى أكثر من نصف مليون أسرة.
وخلال الاجتماع، عرضت الوكالة البلجيكية للتنمية (Enabel) تدخلاتها في فلسطين بقيمة تقارب 107 مليون يورو، تركز على التعليم، الحوكمة، تمكين الشباب، والبرامج البيئية والاقتصادية، مؤكدة التزام بلجيكا طويل الأمد تجاه فلسطين رغم التحديات. كما استعرضت هيئة الأمم المتحدة للمرأة تدخلاتها التي وصلت منذ مطلع العام إلى أكثر من 42 ألف امرأة وفتاة في غزة، من خلال خدمات الحماية والدعم النفسي والاجتماعي والمساعدات النقدية، إضافة إلى دعم المنظمات النسوية المحلية ومؤسسات العدالة.
واختتمت حمد بالتأكيد على أن نجاح مرحلة الإغاثة والتعافي المبكر بعد وقف إطلاق النار سيكون حاسمًا لمستقبل إعادة إعمار غزة، مشددة على أهمية استمرار التنسيق مع الشركاء الدوليين ودعم الكوادر المحلية لتكون الأساس في جهود التعافي وإعادة البناء.